لا هى من السره إلى الركبه و لا من الركبه إلى السره و لا هى من القفا إلى الكعبين و لا من رموش الحواجب إلى الكوعين و لا .... الخ , و لا هى أصلا جزء معين من الجسد و إنما لها معنى أخر , و أنقل البحث القصير الذى كتبه الأستاذ عمر أبو رصاع في موقع أهل القرآن بعد الإختصار و التنسيق
------------------------------------
أود دراسة مفهوم العورة من داخل نص القرآن للوقوف على حقيقة المفهوم كاملاً واستجلائه لنؤسس المفهوم من داخل بنية النص القرآني، هل العورة هي ما درج على وصفه الأصوليون للرجل والأمة من النساء المنطقة التي يجب سترها من السرة للركبة وللمرأة كل بدنها عدا الوجه والكفين ؟ وهل هي حصراً الأعضاء التناسلية ؟ أم هي مفهوم تندرج ضمنه أعضاء الانسان التناسلية ؟ هل هو بدني أم معنوي ؟ هل عورة الإنسان تقاس بالأعضاء أم عورته مفهوم ما ؟
لنبحث داخل القرآن ونتعرف على الإجابة.
العورات في القرآن ثلاث : عورة مكان وعورة زمان وعورات النساء.
العورة من تتبع الكلمة في القرآن هي الشيء الذي تجب حمايته لأن عدم حمايته تستتبع وقوع الضرر ، فكل ما لا يحق لكل الناس هو عورة لانسان.
وردت العورة في القرآن الكريم في مواضع ثلاث ، فحددت ثلاث عورات هي عورة مكان وعورة زمان وعورات النساء.
أما التعريف السائد للعورة بأنها للرجل من سرته إلى ركبته وللمرأة كل بدنها عدا الوجه والكفين فخاطئ جملته وتفصيله ومناقض تماماً لنص القرآن نفسه ، وسنأتي إلى بيان ذلك .
هذه المواضع هي:
أولاً: عورة المكان
يقول الحق تبارك وتعالى في محكم التنزيل :
{ و إذا قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا و يستأذن فريق منهم النبى يقولون إن بيوتنا عورة و ما هي بعورة ن يريدون إلا فرارا } الاحزاب 58
فهل البيوت هنا من جسم الانسان؟
العورة هنا مكان ؛ هو البيت ، وهم يستأذنون بأن بيوتهم عورة أي انها تقبل الاعتداء عليها على العورة التي هي بالأصل كما عرفناها هي الشيء الذي تجب حمايته لأن عدم حمايته يستتبع وقوع الضرر ، وهنا البيوت إذن عورة .
فالعورة قد تكون مكاناً تتوجب حمايته كالبيت.
ثانيا: عورة الزمان
وهي الوقت الخاص الذي لا يجوز اقتحامه على المرء يقول الحق في محكم التنزيل : { يا أيها الذين أمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم و الذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر و حين تضعون ثيابكم من الظهيرة و من بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم و لا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الآيات و الله عليم حكيم } النور 58 والعورة في الآية هي عورة زمانية وليست جزء من الجسد و يجب الاستئذان فيها عند الدخول على المرء (رجل كان أو امرأة) .
ثالثا: عورات النساء
والتي تكلمت عنها الآية 31 من سورة النور{ وقل للمؤمنات يغضضن من أَبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها و ليضربن بخمرهن على جيوبهن و لا يبدين زينتهن لا لبعولتهن أو أبائهن او أباء بعولتهن او أبنائهن أو أبناء بعولتهن او إخوانهن أو بنى أخوانهن أو بنى أخواتهن او نسائهن أو ما ماكت ايمانهن او التابعين غير أولى الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء و لا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن و توبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون }
والخطأ الذي شاع عند المفسرين إغفالهم لنقطة في منتهى الأهمية هي قوله: { الذين لَم يظهروا علَى عورات النساء }
والعجيب الخطأ الذي يقع فيه القرطبي وغيره من المفسرة عندما يقصرون من لم يظهر على عورة النساء على الطفل ، قلت : كيف الطفل مفرد ثم الكلام جمعاً : الذين لم يظهروا على عورات النساء ؟!!!!
هنا الذين تعود على كل من سبق وهو الصواب عقلاً ولغة ، ذلك أن (أو) هنا حرف عطف ؛ وذلك أيضاً أنه يقول الذين لم يظهروا فالكلام جمع و لو كان الحديث على الطفل لقال الذي لم يظهر .
لكن المشكلة الكبرى التي لا يستطيع المفسر مواجهتها عندما يجعل العورة هنا بدن أو عضو هي تماماً مشكلة الظهور ولهذا لجأ حتى ينسجم قوله إلى جعل الذين لم يظهروا على عورات النساء الطفل حصراً لأنه كيف سيتعامل إذن مع كون الزوج لم يظهر على عورة النساء ؟!!!!!
لاحظ جيدا الجزء من الآية مرة أخرى : {.... و لا يبدين زينتهن إِلا لبعولَتهِن أَو آبائهِن أَو آباء بعولَتهِن أَو أَبنَائهِن أَو أَبناء بعولَتهِن أَو إِخوانهِن أَو بنِي إِخوانهِن أَو بني أَخواتهِن أَو نسائهِن أَو ما ملَكَت أَيمانهن أَو التابعين غير أولي الإربة من الرجالِ أَو الطفلِ الذين لَم يظْهروا علَى عورات النساء....}
الظهور كفعل في القرآن ورد على النحو التالي:
التوبة (آية:8):
كيف وان يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم الا ولا ذمه يرضونكم بافواههم وتابى قلوبهم واكثرهم فاسقون التوبة
(آية:33):
هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون التوبة
(آية:48):
لقد ابتغوا الفتنه من قبل وقلبوا لك الامور حتى جاء الحق وظهر امر الله وهم كارهون
الكهف (آية:20):
انهم ان يظهروا عليكم يرجموكم او يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا اذا ابدا
الكهف (آية:97):
فما اسطاعوا ان يظهروه وما استطاعوا له نقبا
معنى فعل الظهور في القرآن اقترن بالقدرة و التغلب و الفرض عندما يكون الطرف الذي يظهر عليه الظاهر كارها رافضاً لظهوره عليه سواء كان هذا الظهور انتصارا ماديا أو معنوياً يعني فعل ينجم عنه ايذاء بشكل عام .
فالعورة معنى عام وليست بدنية تنحصر بالاعضاء .
والله أعلم
--------------------------------------------------
للتلخيص
العوره هي الشيء الذي تجب حمايته لأن عدم حمايته تستتبع وقوع الضرر
السوءة هي ما يسوء الإنسان معرفته عنه أو ظهوره و قد تكون معنويه مثل النوايا و الأفكار الشريره ( راجع موضوع السؤه لا تعنى الجسد)
الأشخاص الذين تبدى المرآة زينتها أمامهم هم الذين لا يقومون بفعل خطر عليها أو معروف إنهم قد يقوموا بالتعدى (راجع موضوع المعنى الحقيقى لملك اليمين)