يرجع أساس الإفتراء بخصوص الجنس في الجنة إلى المسيحيين (و أقصد هؤلاء الذين إعتادوا على الهجوم بالكذب على الإسلام في الإنترنت) و المصريين منهم على وجه الخصوص .. و مهما بانت لهم الحقائق إلا إنهم يتجانهلوها و يظلوا يرددوا ما إعتادوا على ترديده و كأن شيئا لم يظهر لهم من قبل , و على رجاء أن يخدعوا بها شخصا جديدا ليس له علم بالرد عليهم .
و من وسائلهم إنهم يسقطون تعاليمهم الدينية و رؤيتهم عن الحياة الأخرة (بعد إعتبارها حقائف مؤكده لا تقبل المناقشة) على الإسلام ثم ينطلقوا ليقيسوا ما يجدوه في كتب المسلمين على عقائدهم المسيحية و ينتقون تلك الأجزاء التي يريدونها و يتجاهلون الأخرى التي تبين كذبهم .
و بحسب رؤيتهم للحياة الأخرة فالإنسان يمتلك ما يسمونه جسد "ممجد" و لا يعد من البشر في هذه الحالة و لا يطلب ما يطلبه البشر من طعام و شراب و علاقة جسدية و علاوة على ذلك فإنه يكون مجاورا لله تعالى (المسيح عندهم) و في حضرته و أمامه مباشرة و يقضى الوقت في الإستمتاع بالشعور بالمحبة نحو المسيح و الترنيم "أي الغناء" له و الله تعالي "المسيح عندهم" في حالة تبادل معهم لنفس الشعور و ربما يمر فيأخذ مجموعة منهم في حضنه ليشعرهم بمحبته ثم يضعهم ليأخذ مجموعة اخرى و هكذا ... مالنا نحن و مال هذا الإيمان و مالنا نحن و مال هذه التعاليم .. لا تستعجبوا فإيمانهم هذا يطبقونه علينا و يعتبروا إننا أقريناهم عليه و إنطلاقا منه و إنطلاقا من إعتقادهم بوجودهم أمام الله تعالى في مواجهة مباشرة يأخذون على المسلمين أنهم يؤمنون بأزواج لهم في الجنة و أنهم سيكون لهم إتصال جسدي مع أزواجهم . و يتعالى الصراخ ! ! ! كيف أيها المسلمون تريدون أن تمارسوا علاقات الجسد في حضرة الله و في حضور الله ؟
يتجاهلون أن المسلمين لا يؤمنون بل و لا يقولون بأن المؤمنون سيكونون في نفس المكان مع الله (مثلما يقولون هم) و أن المؤمنين سيكونون في مكان و أن هذا المكان له إسم و إسمه هو الجنة
و الجنة ليست في الحضرة الإلهية بحيث يظهر فيها الله أمامهم و يشاهدونه و كل ما يفعلوا شيء فهم ينظرون لله و هو ينظر لهم
و الكلام واضح في القرآن عندما يقول على سبيل المثال في واحدة من الآيات (و سيق الذين أتقوا ربهم إلى الجنة زمرا) .. لاحظ كلمة سيق و التي تدل على أن الجنة مكان أخر يساقوا إليه بعد إنتهاء الحساب و كذلك الحال مع الكافرين الذين يقول القرآن عنهم (و سيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا) أي أن النار هي الأخرى في مكان يساق إليه الكافرين ... و ما رأيكم في قاصمة الظهر هذا (حتى إذا جاءوها و فتحت أبوابها و قال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين) .. فها هي بوضوح تنص على أن الجنة مكان يجيء إليه الطيبون "حتى إذا جاءوها" و كذلك هي ذات أبواب "و فتحت أبوابها" و لا يقول عاقل أن الله بعد ان أجرى الحساب و حدد من يدخل الجنة , سبقهم (أستغفر الله) و راح خلف هذه الأبواب فيكون معهم في نفس المكان ... و بالمثل آية عن وصف النار تقول (و إن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم) ... و غير ذلك أيها الأخوة آيات كثيرة , أنتم تعرفونها مثلي , بل من شهرتها و من كثرتها لا أحتاج لذكرها .
و هؤلاء الذين يرددون هذه الإفتراءات كيف أتوا إلى الحياة .. اليس بالعلاقات الجسدية ؟ .. و عندما يتزوجون ألا يمارسون العلاقات الجسدية فلماذا لا تصفون حياتكم الأن التي تحيونها في الدنيا بهذه الصفات التي تنعتون بها حياتنا في الجنة ؟ و لماذا إذا تسخرون من حياتنا في الجنة رغم اننا لا نقول في معتقداتنا بوجود الله مباشرة و بحضورة و حضرته معنا في الجنة .. اليس الحكم على الناس بمعتقداتهم ؟ .. نحن بشر و سنظل بشر و حتى إن كان ما ذهب إليه الدكتور أحمد صحيح من أننا سنكون في خلق أخر ليس فيه ذكور و إناث لكن من صفات هذا "الخلق الأخر" إنه أيضا له ما للبشر بأجسادهم البشرية ... سنأكل في الجنة كما نأكل هنا - و هل في الأكل عيب ؟ - و سنشرب في الجنة كما نشرب هنا - و هل في الشرب عيب ؟ - و سنتزوج في الجنة كما نتزوج هنا ؟ - و هل في الزواج عيب ؟ -
الأرض كوكب و نحن نعيش عليه , الله موجود دائما معنا و نحن في الأرض , نعم لكن ليس كشخص تراه بحضورة أمامك ... و رغم ذلك مازلت تقول أن الله مطلع و أن الله موجود و أن الله حاضر و أن الله سميع بكل شيء و عليم بكل شيء و .. و .. و لا يمنعك هذا من الزواج و الطعام و الشراب و قضاء الحاجة أيضا ... و هل الجنة كوكب أخر مثل الأرض و لكنه كوكب منزوع الشقاء ؟ .. ربما لكن المهم إنها و بحسب الإعتقاد الإسلامي (الذي يجب أن تكلمونا به) هي مكان ليس مكان الحضرة الإلهية و التجلي الإلهي و المؤمنون ليسوا ألهة و لن يصبحوا ألهة أو حتى قطوف إلهية تحيا مع الله و تشاركه تجلي المكان ذاته .
بل الكرة الأن في ملعبكم .. فأنتم تؤمنون بأن الكفار سيتم تعذيبهم في بحيرة النار و الكبريت .. فهل سيكون ذلك أيضا في حضرة الله و أمامه بمعتقداتكم ؟ .. إن قلتم نعم لمنا عليكم أن هذه المشاهد تجتمع و تحدث في حضرة الله و إن قلتم لا و النار في مكان أخر قلنا لكم فلماذا تتجاهلون أن الجنة و النار عندنا هما أيضا في مكان أخر و آيات كتابنا التي تتحدث عن ذلك واضحة ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق