ما كفايه بقى
هو مفيش جيش فى البلد دى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
شاب فلسطيني يروي وقائع تعذيبه الشديد على ايدي قوات الامن المصرية
رام الله - محرر مصراوي - قالت تقارير صحفية ان شاب فلسطيني هرب الى مصر خلال الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة تعرض للتعذيب على ايدي قوات الامن المصرية لمدة شهر تقريبا.
واشارت إلى ان الشاب تم اعتقاله وتعذيبه واستجوابه عن مكان الجندي الاسرائيلي جلعاد شليط المحتجز لدى فصائل المقاومة الفلسطينية منذ يونيو عام 2006.
وقال الشاب "حسين ابو شاويش" (22 عاما) لصحيفة فلسطين ان قصته بدأت في ليلة 28 ديسمبر، أي في الليلة الثانية للعدوان الاسرائيلي على غزة.
وأكد انه تعرض مرات عديدة للتعذيب للصعق بالكهرباء وتجريده من الملابس بشكل كامل.
وقال: "توجهت إلى منطقة الأنفاق، لاسترداد أموال استثمرتها في تجارة الأنفاق، الا ان الحظ لم يسعفه حيث أغارت طائرات الاحتلال على المنطقة، ودفعه الخوف مع خمسة من أقرانه إلى الهرب داخل الحدود المصرية".
وقال حسين وهو من سكان حي الشيخ رضوان في غزة: "كنت أنا وخمسة من أصدقائي على مقربة من الحدود المصرية الفلسطينية، للتواصل مع تاجر مصري، وحين تم القصف فتحت فتحة في الجدار.. توجهنا إليها هرباً من الصواريخ.. سرنا بضعة أمتار حتى أوقفنا ضابط مصري.
وذكر أن الضابط المصري سمح لهم باجتياز الحدود، وكان معهم عدد من الأطفال الذين اجتازوا الحدود أيضاً وشباب من مختلف الأعمار.
وقال انه ذهب إلى "أمين النفق" ليسترد أمواله المستحقة لديه، ومكث مع رفاقه عنده لمدة يوم وليلة، ومن ثم التقوا بالتاجر المصري وطلبوا منه الأموال، رد عليهم بالقول إنه سيوفر كافة المبلغ في اليوم التالي.
يكمل حسين، مأساته قائلا : "في اليوم التالي التقينا بالتاجر المصري، وسلمنا ألفي دولار على أن يسدد الباقي فيما بعد، ومن ثم التففنا عائدين إلى الأراضي الفلسطينية".
وأضاف: "لقد غدر بنا، وأرسل من يتعقبنا، ووشى بنا للأمن المصري، بأننا مجموعة تريد تنفيذ عمليات استشهادية ونحمل متفجرات".
وقال حسين انه وأقرانه اعتقلوا من قبل أمن الدولة والأمن المركزي والأمن الخاص في مصر خلال عودتهم لغزة.
وتابع: "مباشرة أخذنا إلى مركز أمن الدولة في منطقة الشيخ زويد، وفي حدود الساعة الخامسة نقلنا إلى مقر أمن الدولة في القاهرة، وهناك تم عصب أعيننا، لننقل في سيارة سارت بنا لمدة ربع ساعة إلى مكان بساحة كبيرة لم أعرف ما هو".
وحسب حسين فانه فور ولوجهم المكان باشر عدد من الضباط والجنود المتواجدين في المكان بالصراخ في وجوههم "خد الأرض" أي انبطح أرضاً، وانهالوا عليهم ضرباً مبرحاً في كل أجزاء أجسادهم، ليس هذا فحسب بل "كانوا يتفننون في شتمنا وسبنا، بعدها أمرونا بالتجرد من ملابسنا، كما ولدتنا أمهاتنا".
ويتابع حسين: "بقينا عراة 29 يوماً متواصلة، لم نرتد حتى ملابسنا الداخلية، وأيدينا مكبلة بأساور حديدية إلى الخلف، ولم نر النور بسبب العصبة على الأعين.
وقال: "بعد ذلك أدخلونا إلى مكان آخر وعرضونا على شخص لا نعلم هويته أو شكله، قال لنا: "اسمع يا بني أنت وهو، أنت حتنسى اسمك وتحفظ رقمك"، وعندها تعرف حسين على رقمه "السجين 61"، في هذه النقطة تفرق الأصحاب عن بعضهم في زنازين التحقيق.
ويقول حسين انه لم يكن يعلم معنى أن ينسى رقمه هناك، ويتكمل: "نسيت ذات يوم رقمي، عوقبت على ذلك بالكهرباء يوماً كاملاً"، بعدها عاد الضابط مذكراً بمقولته "أنسى اسمك وإياك أن تنسى رقمك!".
مجريات التحقيق مع السجين 61 بدأت ليلاً، حين أخذ من زنزانته إلى مكتب المحقق المعروف باسم "سيف بيه"، يجلس في غرفة تحمل الرقم "9".. خرج سجانوه وبقي حسين والمحقق لوحدهما، على الأخير أن يسأل وعلى الشاب أن يجيب.
سؤال بسيط "لماذا أنت في مصر؟" فقال: "دخلت هربا من الحرب ولي أموال لدى تاجر وأنا تاجر"، لم ينتظر المحقق كثيراً ورد " أنت مش عاوز تتكلم ماشي يا ابن...".
ويحكي السجين 61 ما مورس بحقه أثناء التعذيب: "أجلسوني على كرسي حديدي مجهز بكلبشات حديدية، وقيدت من قدمي ويدي والرقبة والرأس، وبدأ بعدها بتشغيل الكهرباء.
وييصف ما كان يشعر به: "كنت أشعر بأن روحي تفيض من جسدي، وحين يتوقف شحن الكهرباء كنت اشعر بأن الروح تعود مجدداً".
استنجد حسين بالله أن يوقف تلك الآلة، لكن الضابط لم يأبه له وقال "خلي الله بعيد ملوش دعوة في الكلام ده".
ثم عاد المحقق سائلاً: "هل ستتكلم أم لا؟" قلت له: "ليس لدي أي شيء لأخبركم به غير الذي قلته، ثم فاجأني بسؤاله عن الأحزمة الناسفة والأسلحة، وأين خبأتها، ومن من أصدقائي سيكون الاستشهادي"، لكن إجابة السجين 61 كان كسابقاتها بأنه لا يعلم شيئاً عما يتحدث به المحقق، نافياً نيته تنفيذ أي عملية.
لم تنته الجلسة الكهربائية الأولى على الكرسي، حتى نقل حسين إلى سرير مدد عليها وكبل من رأسه إلى قدميه، التي أضيف لهما، ويداه كذلك وجهازه التناسلي بمشابك كهرباء "كالملاقط"، ووضع لاصق كهربائي على صدره وبطنه أيضاً " كنت أشعر بأن جسمي يطير من على السرير وروحي معه".
ومضى السجين 61 متابعاً على لسان المحقق: "انتو جايين هنا تخربوا البلد وتعملوا عمليات استشهادية من مصر، أنت عارف معنى أمن الدولة؟!"، قلت له: "لا " فقال: "أمن الدولة زي النار تقدر تستغني عنها في حياتك اليومية، بالتأكيد لا وإذا قربت منها تحرقك".
وأكد حسين انه منع من النوم ستة أيام بلياليهن، واستمر مصلوباً على قدميه، ويداه مقيدتان إلى الخلف، ولا زال مجرداً من ثيابه، لم يكن يسمح له أن يركن حتى إلى الحائط، وبمجرد سقوط جسده من التعب على الأرض كان يطلب منه الوقوف.
ويقول انه في محاولة منه للهروب من الجحيم "امتنعت عن تناول الطعام، لأنقل إلى المستشفى، لكنهم كانوا يطعمونني بالقوة، مستخدمين مقابض كهربائية لإجباري على تناول الأكل".
واشار إلى ان أسئلة التحقيق لم تقتصر على عن نية حسين أقرانه تنفيذ عمليات داخل مصر، والشخص الذي دربهم، واسمه، وأين يتلقون التدريب، وما الأسلحة التي يستخدمونها، وإن كان منظماً في صفوف المقاومة والتنظيم الذي ينتمي إليه، بل ذهبت أسئلة التحقيق إلى أبعد من ذلك، فقد سئل عن قادة حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي في منطقة سكناه؟ أين تخفي المقاومة الجندي الأسير في غزة "جلعاد شاليط"؟!
ويقول السجين 61 في هذا الشأن، قلت له: "لا أعلم مكان شاليط؛ وهل جلعاد من بقية أهلكم في مصر، ما القصة؟ قيادات حركة حماس لا تعرف مكانه، تريدون مني أن أعرف!.
وعلى هذه اللهجة واللغة الحادة التي خاطب بها حسين المحقق أخضع لجلسة تعذيبية كهربائية أخرى.
أوقف التحقيق مع حسين لمدة يوم، لم يكن ذلك كرماً من أمن الدولة المصري، بل إن ضيوفاً جرحى قدموا من غزة للعلاج في مستشفى معهد ناصر، وفلسطين.
وأوضح "سألت أحد الجنود إن كان سيفرج عني، فقال: الضابط مش فاضي، جابوا شباب من المقاومة ومشغول بيحقق معهم".
واشار السجين 61 الى ان أحسن صنوف التعذيب إلى أنه كان يؤخذ ليلاً ويصب على جسده ماء بارداً ثم يتم إيقافه تحت مكثف للهواء البارد.
وقال انه اصيب بمرض فطري، جلدي اسمه "التينيا"، نتيجة تجرده من الملابس في ظروف غير صحية، أخضع على إثرها لفحص طبي داخل السجن، وصرف له دواء "مرهم" يدهن به جسده ليلاً، بالتزامن مع موعد تغيير هيئة تقييد يديه، قبل أن يرى حسين "حادث الصدمة"، كما يقول.
ويسرد السجين الشاب تلك الحادثة ما جرى: "كان في زنزانتي ثقب واسع نظرت منها وناديت الشاويش قائلاً له إنني أريد أن أضع المرهم لأني أتألم وجسدي يحترق من المرض، فأخرجني لأضع العلاج، بعدها شعرت بأن الشرطي فتح باب الزنزانة المجاورة لي، وإذ بشاب قد شنق نفسه".
وقال انه لا يعرف الشاب المنتحر، مستدركاً "كل ما أعرفه سابقا عنه أنه من رفح ويحمل رقم السجين 59.. عرفت ذلك بعد أن أسرع الشاويش لإحضار الضباط، رفعت عن عيني العصبة قليلاً ونظرت إلى الزنزانة فرأيت الشاب وهو معلق، في مشنقة صنعها من "ملاية" موضوع في الزنازين وقد جهز المشنقة بربطها في مشبك حديدي يستخدم لدش المياه، ورأيته وهو معلق كما ولدته أمه".
وتابع:"حين حضر الضباط والطبيب، أعادوني إلى زنزانتي، بعد أن أنزلوا الشاب ووضعوه في المردوان، فحصوه لكنهم جميعاً قالوا "ده مفهوش نفس .. ميت".
بعد 29 يوماً نقل السجين 61 من سجون القاهرة إلى سجن العريش "قسم أولي" برفقة مجموعة من المعتقلين الفلسطينيين، وفي هذه الفترة فقط سمح لهم بارتداء ملابسهم، يقول: "هناك أيضا اكتشفت أن الرغبة في الموت كانت تسيطر على الجميع".
واضاف "المعاملة قاسية ولا إنسانية إلي حد لا يمكن أن أعبر عنه أو لأي إنسان أن يصفه، هناك شبان منسيون في سجون منسية لا أحد يعلم عنهم شيئاً".
طريق العودة إلى غزة كان كمزحة لم نصدقها، يقول السجين 61 الذي غادر السجن بعجز في قدمه اليسرى، جاءوا وطلبوا مني حزم أمتعتي للإفراج عني، وفعلا أفرج عني أنا و150 تقريبا من مختلف السجون في مصر وغادرنا عبر سيارات الترحيل وطلبوا منا دفع تذاكر العودة 2 جنيه لكل واحد وبعدها عدنا إلى غزة".
وقال حسين بابتسامة عريضة قال: "لو على الـ2 جنيه بسيطة يأخذوا ألفين وأروح.. شعرت بولادة جديدة في غزة".
وختم بقوله: ما رأيته وما تعرضت له من إهانات وضرب وتعذيب وشتائم تحطم جبال، ما جرى معي لم أسمع به إلا في أحاديث الإعلام عن سجن جوانتنامو الأمريكي حيث اللاإنسانية والدونية وإهانة الكرامة البشرية وإذلالها.
المصدر: صحيفة القدس العربي ، موقع نافذة مصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق