الخميس، 12 مارس 2009

أفئدة من الناس تهوى إليهم

كنت أنظر إلى التليفزيون بالصدفه و كان يذيع برنامج عن الأحداث فى مصر و يستضيف فيه بعض المدونين و المدونات , فرأيتها , زميله سابقه درسنا مع بعض  سنه تظهر على إنها من المدونين و تتكلم فى البرنامج , عرفتها و اكدت لمن حولى إننا كنا زملاء , لاحظت إسم المدونه التى كتبوها عنها على الشاشه و بحثت عنها و لما دخلت فيها وجدت كلام جميل و مشاعر صادقه و دفاع عن الحقوق و الحريات و الضعفاء , تابعت ما تكتب و ما كتبت و علقت ثلاثة تعليقات عندها بجمل قصيره على بوست عجبنى مثل إنتى عسل أو حاجه زى كدا , تعبير عن مشاعرى و برضو يعنى فى حدود الأدب و بإمضاء أنونيمس و هى سمحت بيه عادى , ثم بعد شهور كلمت أحد أعضاء هيئة التدريس أعرف إنه أخد صديقتها المقربه و قلت له فلانه أنا حاولت أكلمها بالإيمل و مردتش مرتين فبطلت ثم فكرت يمكن بردو مشافتهوش فأنا يعنى عجبنى كلامها و شخصيتها و ..كدا يعنى فهو كلمها و رجع إتصل بى و قال لى إنها بتقول مشافتش الإيميل و معندهاش مانع و خد رقم تليفونها أهو و كلمها بالليل و هى مستنياك , إتصلت بالليل فمردتش فكلمتها تانى فمردتش و خلاص على كدا

بعد كام يوم قلت أكلم إللى إدانى الرقم بتاعها عشان حاجه مهمه و هى إنه و هو بيدينى التليفون بلغنى عن أشياء تخصها فى حياتها الخاصه طبعا مكنتش أعرفها , بلغهالى من باب المصارحه و حقى فى معرفة الأشياء دى فكان ردى هو إن معنديش مشكله و حتى لو كان فى مشكله فيها هى و ليس فى من حولها كما أخبرتنى فأنا بردو معنديش مشكله لأن إحنا ناس متعلمين و حتى لو وصلت المشكله فيها ذاتيا و لو بمثلا عدم القدره على الإنجاب فبردوا مش هيغير رأيي و موقفى إحنا متعلمين و الإنسان لا يقيم على لا جسده و لا أحداث و لا شيء مثل ذلك و إنما يقيم بعقله و ضميره و مبادئه أمال سيبنا إيه بقى لغير المتعلمين إذا كنا إحنا هنقول كدا و ... الخ إلى مثل هذا الكلام الذى كنت أؤمن به (و مازلت للأسف) و أردده
المهم , لما بلغته و قلت له أنا بس ببلغك لحسن أنا خفت تكون ظنيت إنى محققتش إتصال لإنى فكرت و تأثرت مما أخبرتنى به فدا مش صحيح لأنى إتصلت و هى مفتحتش , فقال لى إزاى دا ؟ هى كانت مرحبه , طيب تحب اكلمها تانى فقلت له لأ , هى كانت عارفه و وصلها رقم تليفونى فلو حتى كانت بعيده عن التليفون لكان واجب عليها أن تتصل بعد ذلك . و شكرته و إنتهى الامر
بعد كدا يمكن فى نفس اليوم أو تانى يوم لقيته بيتصل بى و يقول إنه كلمها و إنها مرحبه عادى , قلت له يا عم ما أنا حكيت لك على إللى حصل فقال : أنا ملقيتش عندها أى حاجه من الإنطباع إللى عندك دا و إتصل بيها تانى و برضو بالليل و عاوزين (هو و زوجته) أول علبة ملبس
اللى حصل بعد ذلك إنى إتصلت بيها بالليل زى ما قال و المره دى فتحت و ردت على و تكلمنا بكل إحترام و موده و تعارفنا على أوضاعنا الحاليه ثم عرفتها إنى هنزل أجازه من شغلى بعد قد إيه و مدتها قد إيه الأجازه و عرفتنى هتنزل هى كمان اجازه من شغلها بعد أد إيه و كان الإتفاق بيننا إنها هى إللى هتتصل بما يلائمها ضمن فترة أجازتى كى نلتقى
نزلت الأجازه و هى متصلتش و لا حس و لا خبر
إنتهت الأجازه و رجعت شغلى و هى متصلتش بردو و لا حس و لا خبر
تأثرت و حزنت لتلك المعامله
أكره جدا التعليق و عدم الإحترام و اللعب بالناس
من تأثرى حذفت رقمها من التليفون عندى
بعد مده طويله , يمكن أربع شهور من الميعاد المقرر فى الأول لإتصالها وجدت رقم غريب يتصل بى ففتحت طلعت هى
تكلمت و دعت للقاء و سألت إن كان يوم السبت القادم موافق فأجبتها بنعم و تقابلنا فى مقهى شهير و أمضينا بعض الوقت أسئلها عن نشاطها فى المستوى السياسى و النضال و الكلام الفاضى دا و هى عن ما أكتبه ثم إفترقنا
بعد ذلك إتصلت بها لأسئلها فقالت إنها لم تقرر بعد و مدحت فى و أخلاقى و قالت إن لو لم يحدث إرتباط بيننا فتطلب ان نظل أصدقاء و كلام معسول من النوع دا , فقلت لها إنى أتصل فقط لأن ميصحش إنى أسيبها هى إللى تتصل فى حاجه زى دى و دا قصدى فشكرتنى
تعرضت بعد ذلك بفتره قليله لتحرشات من أمن الدوله , كان الظابط حدد لى ميعاد لمقابلته مع تهديد ضمنى إن لم أقابله فطلبتها و سألتها عن نصيحتها كناشطه فنصحتنى و لما طلبت معلومه معينه ربما تفيدنى فوعدت أن تجيبها لى و تتصل لكن لم تتصل و لكن الذى أدهشنى أكثر إنها حتى لم تتصل لتطمئن على ماذا حدث لى فى أمن الدوله , هل زال الخطر عنى أم لا ؟
يعنى لو قط أو حيوان عندها تحت رجليها فى البيت و حدثت له مشكله لكانت إطمئنت عليه كل حين إلى أن تزول المشكله , مش إنسان و الإنسان دا زميل سابق ليها درس معاها سنه (لأ و إيه كان مقعدها خلف منى كمان) و كان أبدى إعجابه بيها ليتزوجها و تكلم معها بكل تقدير و اتصل بها بخصوص خطر يحدق بى و عائلتى قلقه على , و فى مسألة حريات من اللى تكتب عنها و تنشط جدا فيها (واو ما أنشطها) , و أنا إنسان لا يتعقبها و لا يؤمن بتعقب البنات و فرض النفس عليهن و لم ترى منى سؤ فكيف بها أن تنكشف عنها كل تلك اللامبالاة و عدم الإهتمام
بعدها بفتره عادت التحرشات من الأمن بشكل أقوى فحاولت أخذ نصيحه من محامين حقوق إنسان فأكتشفت إنى لا أعرف أى منهم فرفضت أن أطلب مساعده أو نصيحه منها كما سبق
مرت مده طويله ثم إحتجت عنوان منظمه معينه فى حقوق الإنسان لأعرض عليها جماعه لهم قضيه فربما ساعدتهم و تبنت قضيتهم فأرسلت إليها إيميل فلم ترد فعاودت الإرسال لها مرة أخرى و قلت لها أنا أرسلت لكى فى السابق نفس الإيميل فإن كنتى رأيتيه و لم تردى فلا تردى على هذا أيضا و أسف للإزعاج فلم ترد و كانت النهايه
تحليلى لتلك الحاله أو حتى الوضع العام إن البنات هنا (و أقصد بهنا مصر و البلاد العربيه و الإسلاميه)عايشين فى نعمه "أو قل فتنه" فى هذا الزمن , أقصد نعمه معينه يعيشونها على هذه الأرض , طبعا كلنا نعانى من قلة الأدب فى الشوارع و من الزحام و من الغلاء و من المناخ الحار و البيئة الصحراويه الجافة التى نحيا فيها و ... الخ و لكن أتكلم عن نعمه معينه تعيش فيها البنات على هذه الأرض و هى إنهن بالفصل بين الجنسين فى مجتمع المسلمين و إنتشار الحجاب الذى هو درجه من درجات الفصل أصبحت الواحده منهن مطلبا عزيزا أكثر من أى مكان أخر تكون فيه خارج البلاد العربيه و الإسلاميه , فكل واحده تهوى إليها أفئده كثيره كل يوم و بإستمرار , هذا لا تعرفه و لكن إقترب منها فى الإنترنت يحاول أن يخفف عنها ما تصور إنه ربما "أقول ربما" يكون أذاها و هذا دمه خفيف و هذا مدافع حامى عن حقوق المرآه فى الإنترنت يكفيها عناء الخناقه فى المناقشات و يرضى بكلمات قليله ترميها له أجرا عن ما قدم
و أخر يضع صورته بالبدله له إقتراب مختلف فهو هادىء يميل للتودد البطىء المنتظم و الذى سيكسب به فى النهايه عندما تقلب الأخرين قليلى الصبر و يتبقى هو أقدمهم أمامها و ... الخ هى فتنه إفتتنت بها المرآه المسلمه (إلا من عصم) فى تلك الأماكن الملعونه من العالم فى ذلك العصر الملعون من الزمان فجعلها تخرج عن حدود الواجب و الذوق فى التعامل و القلب الرحيم و المحبه و الشفقة بين الأصدقاء , لذا تجدها بكل قسوه تستبدل حبيب بحبيب أو تنهى علاقة بشكل مؤلم أو ببساطه لا ترد على مخاطبه من أخر حتى لو كان سؤالا جادا
أقول للبهايم دعاة الفصل بين الجنسين و دعاة الحجاب و الذى هو مرة اخرى درجه من درجات الفصل , ما هو موقف الدين من اليتيم ؟ ... يعنى ربنا قال لكم إيه على اليتيم ؟ .. يعنى لو شخص يتيم بوفاة الأم أو فى حكم اليتيم بإنفصال الأم فربنا قال لك إيه عليه ؟ .. قال لك اليتيم إتوصى بيه مش إتعشى بيه , مش كدا ؟ .. طيب إذا كان هذا يحدث من الناس العاديه فى مجتمع المسلمين العادى , يعنى إللى ليهم ظروف عاديه , يعنى إللى ليهم أم و عاشوا معاها و ليهم أخوات بنات و عاشوا معاهم و زيارات من أقارب من الجنسين و تليفونات ... الخ , أمال بعقلكم كدا يا أغبيا مقدار التمزق و المعاناة هيكون قد إيه عند اليتيم إللى معندهوش ؟
عرفتوا ليه يا حمير أنا قلت إن الحجاب حرام ؟

هناك 4 تعليقات:

DantY ElMasrY يقول...

إوعى تقفلى مدونتك تانى

البوست حلو
بس عامل زى كلمتين حلوين فى حق واحد
بس للأسف مكتوبين فى النعى بتاعه فى الأهرام
(مع المسيح ذاك افضل جدا)
عزاوءنا أنك مع القديسين
يأيتها النفس المطمئنة ارجعى الى ربك

فعلا البنات علهم طلب وناس كتير نفسهم يكلموا اى بنت
ودى حاجة تفرح؟
المهم انهم يكلموها
مش انهم يبقو عاوزين يكلموها

عماد يقول...

دانتى المصرى
كانت حالتى النفسيه سيئه لذا قفلتها , رجعت فتحتها لأن لو معدتش موجود فمحدش هيفتحها و تضيع الإجتهادات و الأفكار

Desert cat يقول...

بص يا تشاندرا يمكن الانسانة اللى بتحكى عنها دى وانا مش عارفاها مين اصلا تكون عندها ظروف خارجة عن ارادتها تمنعها كمان من مصارحتك بيها
وربما تكون عملت كدا علشان عايزة تبعدك عنها دون ان تسبب لك جرح
انا مش اقدر احكم عليها الحقيقة لانى مش عارفها مين ولا عرافه شخصيتها
بس كل الى اقدر اقوله لك انت اقوى من كدا بكتير واعتقد ان مفيش موضوع علشان يكون فى ازمة اصلا .. وبعدين مينفعش يكون الانسان جزء مرفوض فى حياة اى شخص مهما كان ان مش كان الشخص ده متقبلنى ويبادلنى ضعف مشاعرى يبقى مع السلامة

عماد يقول...

قطة الصحراء
دى معملتش أزمه , دى يعنى نقدر نقول سقطت من عينى أو بالقليل معدش ليها مكانه , أما غيرها فعملت أزمه بس الحمد لله تقريبا تجاوزتها و أصبحت "هيستورى" .
على فكره إشتريت جريدة الجماهير و مقالتك عن سرطان التحرش كويسه جدا لكن لى رأى هيكون جديد شويه
الظاهر إنى أدمنت أكون مختلف
ههههههههههه